بدعم من وزارة الإتصال ، صدر مؤخرا (شتنبر 2014) عن مطبعة سليكي أخوين بطنجة كتاب جديد في 134 صفحة من الحجم الصغير حول سينما فوزي بنسعيدي بعنوان " فوزي بنسعيدي : سينما مغايرة " هو عبارة عن تجميع لمداخلات ثلة من الباحثين ونقاد السينما ألقيت في الموعد السنوي التاسع " سينمائيون ونقاد " المنظم سنة 2013 من طرف " الجمعية المغربية لنقاد السينما " .
يتضمن القسم العربي (40 صفحة) لهذا الكتاب تقديما بقلم رئيس الجمعية المغربية لنقاد السينما الاستاذ خليل الدمون (صفحتان) وثلات مداخلات من توقيع النقاد محمد اشويكة (وظائف اللقطة في أفلام فوزي بنسعيدي القصيرة) في 12 صفحة ، و محمد البوعيادي (" ألف شهر " : قراءة في البنية الرمزية والدلالية ) في 16 صفحة ، و نور الدين محقق (السينما المغربية وشعرية التوالد السردي – قراءة في فيلم : " ألف شهر " لفوزي بنسعيدي - ) في 6 صفحات .
أما قسمه الفرنسي (94 صفحة) فيتضمن جردا لفيلموغرافيا المخرج بنسعيدي في صفحتين وأربع مداخلات من توقيع الأساتذة الجامعيين رشدي المانيرة (36 صفحة حول سينما بنسعيدي ) ورشيد نعيم (15 صفحة حول فيلم " يا له من عالم جميل) و عبد الخالق صباح (15 صفحة حول فيلم " موت للبيع ") و بوشتى فرقزيد (22 صفحة حول سينما بنسعيدي وبالأخص فيلمه القصير " الحافة ") .
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الإصدار الجديد قد وزع على الحاضرين والمشاركين في اللقاء العاشر لتظاهرة " سينمائيون ونقاد " الذي احتضنته الخزانة السينمائية ومعهد سيرفانطيس بطنجة يومي 10 و 11 أكتوبر الجاري .
وفيما يلي تقديم الكتاب بقلم خليل الدمون (الصفحتان 5 و 6) :
" كنت أشعر دائما بتلك السوداوية في داخلي " .
هكذا تكلم فوزي خلال اللقاء الرفيع الذي جمعه بثلة من النقاد المغاربة . إنها سوداوية منبعثة من شرارة عميقة تلم برؤية المخرج للحياة وللسينما . من هنا لم يجد المشاركون في اللقاء بدا من الوقوف عند عمق التعبير في السينما ، والحديث عن الرمزية والشاعرية والحكي عند فوزي حيث تفاعلوا مع عوالمه السينمائية الفريدة والمختلفة .
بدأ السواد عند فوزي أو على الأصح السوداوية في فيلم " الحافة " الذي يعتبره الكثيرون المرجع الأساسي في الكتابة السينمائية الفوزوية . وظلت السوداوية عنده مقرونة بالأبيض والأسود ، بالخير والشر ، بالموت والحياة ، وبثنائيات متعددة منتشرة في أفلامه المغلفة بسواد ما ، بالرغم من أن أفلامه اللاحقة ملونة .
ولقد فرضت سوداوية بنسعيدي الإستطيقية على المتدخلين في اللقاء عناوين تحيل على عوالم مغايرة ملتصقة بما يتخيله المخرج وبما يحققه على الشاشة من تركيبات وإيحاءات مرتبطة بمشروع تعبيري جديد :
- الجمالية ولعبة الإطارات في فيلم " موت للبيع " ،
- البنية الشعرية في فيلم " ألف شهر " ،
- شعرية التوالد الشعري ،
- في قلب ما بعد الحداثة المعمارية ، وظيفة اللقطة في أفلام فوزي القصيرة ،
- البلاغة النعتية .
وقد تتبع النقاد هذا المشروع الفني بحرفية كبيرة مرتبطة بمناهج جديدة في التحليل والتأويل سواء على مستوى المتن الجديد الذي يقترحه فوزي على قارىء أفلامه أو على مستوى الخطاب السوداوي الذي ينشره عبر قراءاته الخاصة لواقع أو وقائع معقدة ...
يجد القارىء في هذا الكتاب نصوصا جديدة . جديدة من منطلق أن المتن الفوزوي لا يقبل إلا التأويلات الجديدة أو يدفعك دفعا إلى البحث عن مفاتيح تسمح لك بولوج فضاءات تعبيرية جديدة بدأت تحب لبها ، لحسن حظنا ، بعض الأفلام الجديدة كأفلام حكيم بلعباس ونبيل عيوش ...